الأمم المتحدة تدعو لوقف الحرب التي تشنها البشرية على الطبيعة
الأمم المتحدة تدعو لوقف الحرب التي تشنها البشرية على الطبيعة
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دول العالم لاتخاذ إجراءات أكبر لمواجهة التغير المناخي، مشيراً إلى أن البشرية “تشن حرباً على الطبيعة”، وذلك نتيجة الاستهلاك المفرط لموارد الطبيعة.
وألحقت الأنشطة البيئة الضرر بنحو 75% من سطح الأرض ووضعت نحو مليون نوع من الحيوانات والنباتات على القائمة المهددة بالانقراض، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أنغر أندرسن: “لا يمكننا الاستمرار في دفع الطبيعة إلى الزاوية وأن نتوقع منها في الوقت نفسه أن تستمر في مد يدها لنا”، مضيفة: “عندما نعبث بالطبيعة، سترسل إلينا فواتير على شكل عواصف شديدة، والمزيد من الحرائق، والمزيد من موجات الحر، والمزيد من حالات الجفاف”.
ودعت أندرسن إلى الوحدة والتعاون لإيجاد الحلول اللازمة لاستعادة الطبيعة والتصدي لتغير المناخ.
وقالت: “إن التحولات الاجتماعية- الاقتصادية التي نحتاج إليها لن تحدث إلّا عندما نعيد ضبط علاقتنا مع الطبيعة، وندرك أننا لم نعد قادرين على الاستثمار فيما يضر بكوكبنا، فهناك مليارا هكتار من الأراضي المتدهورة ونحن جميعاً بحاجة لتناول الطعام، لذا فإن السؤال هو ما إذا كنا سنقلص الغابات، أو نعيد تلك الأراضي إلى أراضٍ صالحة للعمل”.
دور محوري للشعوب الأصلية
واعتبر نشطاء في مجال البيئة في تقرير الأمم المتحدة، أن الشعوب الأصلية هم أفضل حماة للطبيعة في العالم، حيث بذلوا جهوداً كبيرة داخل مكان انعقاد مؤتمر الأطراف في غلاسكو، وخارجه، وعملوا على التأثير على المفاوضات بكل طريقة ممكنة ومنها تنظيم الاحتجاجات في الشوارع.
وأكد النشطاء أنه لا يمكن حل أزمة المناخ دون إشراك الشعوب الأصلية، مضيفين أنه في حين أن الشعوب الأصلية لديها قوانين وعادات صارمة لحماية الطبيعة، فإن الدول لديها قوانين متعارضة مع ذلك.
مسألة حياة أو موت
وأوضح تقرير الأمم المتحدة أنه وعلى الرغم من أن المجتمعات تساهم بما يقرب الصفر في تغير المناخ، فقد أصبحت واحدة من أكثر ضحاياه.
وبين التقرير أن الأنشطة البيئية والتغيرات المناخية تهدد قبائل تعيش في قلب الطبيعة وتساهم في حمايتها بالانقراض والموت ومنها مجتمع أرهواكو الأصلي في شمال كولومبيا، وهي قبيلة أسلاف أصلية تعيش في سلسلة جبال معزولة منفصلة عن جبال الأنديز، تساهم كمصدر لـ36 نهراً مختلفاً.
وقال نشطاء مشاركون في مؤتمر الأطراف “كوب 26″، إن التغير المناخي بالنسبة لهذا المجتمع والعديد غيره، هو مسألة حياة أو موت.
المفاوضات جارية
في الوقت نفسه، أعلن مضيفو مؤتمر الأطراف عن تعهد 45 حكومة باتخاذ إجراءات واستثمارات عاجلة لحماية الطبيعة والتحول إلى طرق أكثر استدامة للزراعة.
ويهدف الالتزام الجديد إلى تحويل الزراعة والأنظمة الغذائية من خلال إصلاحات في السياسات والبحوث والابتكار، من أجل تقليل الانبعاثات وحماية الطبيعة، وتأمين الغذاء والوظائف.
ويشمل التعهد حشد أكثر من 4 مليارات دولار من استثمارات القطاع العام الجديدة في الابتكار الزراعي، بما في ذلك تطوير المحاصيل المقاومة للمناخ والحلول المتجددة لتحسين صحة التربة، والمساعدة في جعل هذه التقنيات والموارد ميسورة التكلفة في متناول مئات الملايين من المزارعين.
وقال رئيس مؤتمر الأطراف “كوب 26″، ألوك شارما، إن إعلان غابات غلاسكو الذي تم تقديمه في وقت سابق من هذا الأسبوع، قد تم توقيعه الآن من قبل 130 دولة، وهو ما يغطي 93 في المئة من الغطاء الشجري في العالم.
وقدّم تحديثاً للمفاوضات الحالية في كوب 26 للصحفيين، وأبلغهم أنه تم التوصل إلى العديد من الاتفاقات حول موضوعات مثل النوع الاجتماعي والزراعة والتكيف الوطني.